في 21 سبتمبر 2021، نشر السفير الصيني لدى السودان ما شين مين مقالا بعنوان )الشراكة فى الابتكار الرقمى اضافة ثره للمستقبل المشترك للتجمع الصينى-الافريقي) فى عموده (عين على الصبن) بجريدة براون لاند . وفيما يلي النص الكامل للمقال

ستعمل الصين مع البلدان الأفريقية على صياغة وتنفيذ "خطة الشراكة بين الصين وأفريقيا بشأن الابتكار الرقمي" ، التي أعلن عنها مساعد وزير الخارجية الصيني دينغ لي في حفل افتتاح المنتدى الصيني الأفريقي للتنمية والتعاون في مجال الإنترنت الذي عقد مؤخرا. وباعتبارها مبادرة جديدة تهدف إلى التعاون العملي بين الجانبين ، فإنها ستعزز دوافع النمو الجديدة للتقدم الاقتصادي والاجتماعي لأفريقيا ، وستهيئ فرصا جديدة للتعاون العملي بين الصين وأفريقيا ، وستثري رؤية بناء مجتمع صيني - أفريقي بمستقبل مشترك

ومن الصعب تحسين توقيت التعاون بين الصين وأفريقيا بشأن الابتكار الرقمي. وبينما كان الرئيس الصيني شي بينج يترأس مؤتمر القمة الصيني الأفريقي الاستثنائي للتضامن ضد COVID-19 في يونيو 2020 ، فقد أكد على استعداد الصين لاستكشاف تعاون أوسع مع أفريقيا في أشكال جديدة من الأعمال التجارية مثل الاقتصاد الرقمي ، والمدينة الذكية ،G5. وفي أوائل هذا العام ، اقترح مجلس الدولة الصيني ووزير خارجيته وانغ يي أن تتعاون الصين وأفريقيا في بناء "أفريقيا الرقمية" خلال زيارته لأفريقيا. وفي مواجهة التحدي الخطير الذي يشكله الوباء ، نظرت الصين وأفريقيا إلى بعضهما البعض وبقيا معا للتغلب على الصعوبات كمجتمع له مستقبل مشترك. واستخدمت التكنولوجيات الرقمية ، بما في ذلك التطبيب عن بعد والبيانات الكبيرة وشبكات الاتصالات فائقة السرعة ، كسلاح فعال في الاستجابة ل COVID-19. وفي الوقت نفسه ، و قد ساعد هذا الوباء فى الاستخدام و التطوير السريع للتكنولوجيات الرقمية وتطبيقهاتها على نطاق واسع ،و ما فتئ الاقتصاد الرقمي يوفر زخما هاما للانتعاش الاقتصادي العالمي. ومما لا شك فيه أن التجارة الإلكترونية ، والدفع المتنقل ، والذكاء الاصطناعي ، ستكون أداة رئيسية لمساعدة البلدان الأفريقية في انتعاشها الاقتصادي

وبالنظر إلى الإمكانات الهائلة ، والطلب الهائل ، والآفاق الواسعة للتعاون بين الصين وأفريقيا في المجالات الرقمية ، فإن "خطة الشراكة بين الصين وأفريقيا بشأن الابتكار الرقمي" هي خطة مناسبة للغاية ، ومن المتوقع أن تكون بمثابة هبة للدول الأفريقية لتتعافى من COVID-19 في وقت مبكر

وسيسعى التعاون بين الصين وأفريقيا في مجال الابتكار الرقمي إلى تحقيق آثار فعلية. ويخبرنا التاريخ والواقع على حد سواء مرارا وتكرارا بأن مقترحات الصين للتعاون مع الدول الأفريقية ليست أبدا رؤى فارغة لا تبقى إلا على الورق ، بل كانت دائما تقدم و تأتى بفوائد ملموسة للبلدان الأفريقية والشعوب الأفريقية. ومن أجل خدمة تنميتها الاقتصادية وتحسين رفاه شعوبها من خلال التعاون الذي يعود بالنفع على الجميع ، تعمل الصين على ابتكار "خطة الشراكة بين الصين وأفريقيا بشأن الإببتكار الرقمي" التي تسلط الضوء على ستة مجالات شراكة أساسية: 1) تعزيز البنية الأساسية الرقمية لفك الشريان المعلوماتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ؛ 2) نمو الاقتصاد الرقمي لتعزيز التنمية المتكاملة للتكنولوجيات الرقمية والاقتصاد الحقيقي ؛ 3) تشجيع التعليم الرقمي للتغلب على "اختناقات المواهب" التي تعوق الابتكار الرقمي ؛ 4) تعزيز الشمول الرقمي لفائدة الجمهور الأفريقي الأوسع ؛ 5) المشاركة في دعم الأمن الرقمي وتعزيز القدرة على الإدارة الرقمية ؛ و (6) بناء منابر للتعاون لتعزيز التقدم الرقمي من خلال المبادلات التجارية. هذه المجالات الأساسية المتوقعة تؤدي إلى توسيع نطاق تعاوننا العملي ليشمل القطاعات الناشئة وبالتالي دفع التحول الصناعي والارتقاء بالمستوى في القارة الأفريقية. ومن شأن تدريب عدد متزايد من المواهب الابتكارية الأفريقية أن يمكن البلدان الأفريقية من تحقيق تنمية عالية الجودة ومستدامة

وسوف يتحقق التعاون بين الصين وأفريقيا بشأن الابتكار الرقمي باتخاذ إجراءات ملموسة. وقد نجحت الصين ، بالتعاون مع جنوب أفريقيا ، في بناء أول شبكة 5G تجارية قائمة بذاتها في أفريقيا ، في حين أن مركز البيانات الوطني في السنغال الذي أنشئ بتمويل ودعم تقني من الصين قد وضع رسميا في الخدمة. وتوفر منصة التجارة العالمية الإلكترونية التي أطلقتها الشركة الصينية وسيلة أفضل لإدخال المنتجات الأفريقية إلى السوق الصينية. ويشكل برنامج "البذور من أجل المستقبل" الذي بدأه هواوي ومبادرة "جائزة منظمي المشاريع في أفريقيا" التي أطلقها على باب نهجا للمساعدة في تدريب مواهب الإنترنت في أفريقيا. وبعد فترة وجيزة من اقتراح "خطة الشراكة بين الصين وأفريقيا بشأن الإبتكار الرقمي" ، عقد حفل إطلاق تقرير الاستثمار الصيني في أفريقيا وموسم الترويج للمنتجات الأفريقية على الإنترنت في إطار منتدى التعاون بين الصين وأفريقيا (FOCAC) )بالتتابع ، وأثنى عليه وحضره عدد كبير من المشاركين المتحمسين من البلدان الأفريقية. وبعد ذلك ، ومن خلال الأنشطة الأخرى المقررة ، بما في ذلك المعرض الاقتصادي والتجاري الثاني بين الصين وأفريقيا ومنتدى (بيدو) للتعاون بين الصين وأفريقيا ، ستعمل الصين مع أفريقيا على وضع خطط لمبادرات التعاون الرقمي التي ستبدأ في السنوات الثلاث المقبلة ، والتي ستدرج في الوثيقة الختامية للاجتماع FOCAC )المقبل. وكل مبادرة تتعلق بالتعاون بين الصين وأفريقيا في الميادين الرقمية تتم على أساس الواقع الحالي والأفق الطويل الأجل ، وقد أسفرت عن نتائج أولية. ومن المؤكد أن كل هذه المبادرات ستواصل الاضطلاع بدور أكبر في تنمية أفريقيا المزدهرة وتحسين العلاقات بين الصين وأفريقيا

الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات ، والشخصية المتأصلة تفوق الذكاء الخارجي،إذ نتطلع إلى المستقبل ، وبجهد ملموس ، ستتعاون الصين مع أفريقيا بشأن مبادرة "أفريقيا الرقمية" لمساعدتها على الصعود على متن القطار السريع لحقبة المعلومات لسد الفجوة الرقمية ، التي ستسمح للشعوب الأفريقية بالاستفادة من الفرص التي يتيحها الاقتصاد الرقمي ، وإنتاج إنجازات تكنولوجية رقمية ، ووضع مخطط للتنمية الرقمية. وسيسهم ذلك في تحسين رفاه الشعوب الأفريقية وصياغة جماعة صينية - أفريقية أقوى ذات مستقبل مشترك