سعادة السيد /هشام عيسى  ساتي ، المدير العام لإدارة الأستكشاف وإنتاج النفط في السودان ،

سعادة السيد/ ليو ينغكاي ، المدير العام لشركة سي إن بي سي الدولية (النيل) ،

السيدات والسادة ،

الأصدقاء الأعزاء ،

      مساء الخير، يسرني كثيرا أن أكون معكم اليوم في حفل تسليم الإمدادات المضادة للوباء الذي تبرعت بها الصين للحكومة السودانية.

      وفي مواجهة التهديد غير المسبوق الذي يشكله وباء COVID-19 ، وقفت الصين والسودان مرة أخرى جنبا إلى جنب في كفاحنا ضد الفيروس. ويدل ذا علي الصداقة العميقة بين الدولتين اللتين يجمتعا دائما معا في أوقات الشدائد ، والعلاقات المتزايدة  بين الشعبين ،  وهذا من شأنه  ان يضيف فصلا جديدا إلى العلاقات الودية بين البلدين والشعبين. وأنا واثق من أن علاقتنا الثنائية ستتعزز بالتأكيد من خلال العمل التعاوني لاحتواء الوباء.

      وفي أكثر فترات الكفاح الصيني ضد الوباء منذ ثلاثة أشهر ، أعربت الحكومة السودانية والشعب السوداني من مختلف مناحي الحياة في السودان عن دعمهما القوي للصين.  إن الشعب الصيني  سوف لن ينسي هذا الدعم ابدا و يظل محفور في العقل و الوجدان.

      والآن ، في هذه اللحظة الحرجة التي يواجه فيها السودان حالة متزايدة التعقيد والصعوبة في كفاحه ضد الفيروس ، سيعيد الشعب الصيني بالتأكيد المعروف ويقدم المساعدة بافضل  مما يستطيع . وقبل وقت ليس ببعيد ، وبعد التغلب على الصعوبات ، قدمت الصين أشكالا مختلفة من الدعم ، سواء الحكومي أو غير الحكومي من الحكومة المركزية على جميع المستويات ، من المجتمع المدني ومن السفارة الصينية و الشركات الصينية ، إلى السودان من أجل الوقاية من الوباء ومكافحته ، وذلك بمشاركة الخبرة التي اكتسبتها الصين دون تحفظ في مجال مكافحة الوباء وعلاجه وتزويد السودان بالمواد الطبية. وهذه الدفعة من الإمدادات المضادة للوباء التي تبرع بها المجلس الوطني الصيني الدولي ،هي اشارة قوية أخرى على المسؤولية المجتمعية التي تتحملها الشركات الصينية ، فضلاً عن الصداقة الطويلة الأمد بين الجانبين فى اوقات الشدة و الرخاء. ويؤمل أن يسهم هذا التبرع في معركة السودان ضد مرض  كورونافيروس.

      وفي المرحلة المقبلة ، ستقف الحكومة الصينية ، كما هي الحال دائما ، بحزم جنبا إلى جنب مع شعب السودان وستواصل توفير المزيد من الإمدادات الطبية للجانب السوداني. وسوف يصل إلى السودان في غضون يومين فريق طبي مكون من 20 من المهنيين الطبيين الصينيين الذين أرسلتهم الحكومة الصينية للمساهمة بالممارسات والمقترحات الجيدة للصين في معركة السودان ضد الوباء.

      وفي منعطف حاسم في الكفاح العالمي ضد COVID-19 ، أدلى الرئيس الصيني شي جين بينغ ببيان في الحدث الإفتراضي لإفتتاح االدورة الثالثة والسبعين  لمنظمة الصحة لعالمية قبل ثمانية أيام. وفي خطابه الذي دعا فيه إلى بناء مجتمع عالمي مشترك من الصحة للجميع في التعامل مع الأزمة ، قدم ستة مقترحات لمواجهة الوباء العالمي ، بما في ذلك دعوة المجتمع الدولي إلى دعم منظمة الصحة العالمية في قيادة الاستجابة العالمية وتقديم المزيد من الدعم للبلدان النامية ، وخاصة البلدان الأفريقية. وأعلن الرئيس شي أيضا خمسة تدابير من أجل تعزيز التعاون الدولي ضد COVID-19. ،أولا ، ستقدم الصين ملياري دولار على مدى عامين للمساعدة في الإستجابة  ل COVID-19   وفي التنمية الإقتصادية والإجتماعية في البلدان المتضررة ، ولا سيما البلدان النامية. وثانيا ، ستعمل الصين مع الأمم المتحدة على إنشاء مستودع عالمي للاستجابة الإنسانية  ، وضمان تشغيل سلاسل الإمداد المضادة للوباء ، وتعزيز "الممرات الخضراء" للنقل السريع والتخليص الجمركي. وثالثا ، ستنشئ الصين آلية تعاون لمستشفياتها لتضم 30 مستشفى فى  أفريقيا وتعجل ببناء مقر مركز البلدان النامية في أفريقيا لمساعدة القارة على تعزيز قدرتها على التأهب للأمراض ومكافحتها. رابعا ، إن تطوير ونشر اللقاحات COVID-19 في الصين ، عند توافرها ، سيجعل  منها منفعة عامة عالمية. وستكون هذه مساهمة الصين في ضمان إمكانية الحصول على اللقاحات والقدرة على تحمل تكاليفها في البلدان النامية. وأخيرا وليس آخرا ، سوف تعمل الصين مع أعضاء ( G20) آخرين لتنفيذ مبادرة تعليق خدمة الديون لصالح أفقر البلدان. والصين مستعدة أيضا للعمل مع المجتمع الدولي لتعزيز الدعم للبلدان الأشد تضررا التي تقع تحت أكبر ضغط من خدمة الديون ، حتى تتمكن من التغلب على الصعوبات الحالية. وتدل جميع هذه المقترحات والتدابير على دور الصين كبلد رئيسي مسؤول. وبالحب والتعاطف ، سنقيم بالتأكيد تآزرا غير عادي في الكفاح العالمي ضد COVID-19.

      وكما يقول المثل الصيني القديم ، "مثل سلسلة الجبال التي تمتد امامى و امامك ايضا ، دعونا نشارك نفس التجارب والمشاق معا". ونحن مقتنعون بأنه من خلال الجهود المتضافرة التي يبذلها المجتمع العالمي للوقاية من الوباء والسيطرة عليه والدعم والمساعدة المتبادلين بين الصين والسودان ، فضلا عن الشعب السوداني القوي والشجاع ، الذي يوحده شعور قوي بالهدف المشترك ، سيكون له الغلبة على الأزمة في وقت مبكر.

  .شكرا جزيلا لكم